الـسـلام عـلـيـكـم ,,
بيت صغير .. يحيطه سور عالٍ .. يمنع انقلاب البيت من الرياح العاتية ، ويحميه من كل شخص سيء تحدثه نفسه بـ سرقة هذا البيت الصغير .. يحضنه في أوقات حزنه .. ويسمح له باللعب في نطاق هذا السور بكل أمان .. قد تستغربون ما علاقة هذا الأمر بـ عنوان الموضوع .. صدقوني له كل العلاقة ..
البيت .. هو طفل صغير يعيش في كنف ذلك السور .. وذلك السور هو الأسرة التي تحميه من كل شر قد يصيبه .. هو كل شيء في حياتنا .. فإذا ذهبت .. حلت غيمة رمادية على الطفل الصغير .. فـ هو ما يزال طفلاً مهما كثر عمره .. وتتوالى صدمات الحياة عليه واحدة تلو الأخرى .. و يفكر .. أين كانت كل تلك المصائب قديماً أثناء وجود والداه وأسرته ! فـ يكتشف أنها كانت موجودة .. لكن لم تكن تصله فقد كانت تصطدم بأسرته التي تمنعها عنه !!
كل شخص يسعى للحفاظ على أسرته .. الطفل الصغير لا يحب أن يرى أفراد أسرته يتشاجرون .. الأب يكره أن يتجادل أبناؤه ويشتد جدالهم .. فـ يسعى لـ توثيق العلاقة بين الأسرة الواحدة .. وهذا ما نستطيع رؤيته في كثير من الأسر .. حتى لو كان أفرادها متفرقون في بقاع الأرض شمالاً وجنوباً ..
أتدرون ما هي أمنية طفل يعي هذه الحياة أكثر من البالغين ..؟ هي مجرد أمنية لا يستطيع الكثيرون تحقيقها لـ حياتهم .. فـ هو طفل لأب وأم مطلقين .. لم يعرف أباه إلا لـ مرات قليلة في السنة .. أمنيته هي أن تكون له أسرة ! .. ويقول الطفل "أنتم يا من تملكون أسرة .. لا تستهينوا بها .. فـ هي عنوان السعادة في هذه الحياة"
كلمة أخيرة .. حافظوا على أسرتكم .. فـ هي أغلى ما قد تملكون .. وإن حدثت بعض المشاحنات أو الجدالات .. فـ لا تسمحوا لها بإعاقة طريق سعادتكم .. فـ هل تتوف عن سواقة السيارة إذا اصطدمت بضع حشرات على الزجاج الأمامي ؟ .