مقدمة عن الدين
حاجـة الإنسان إلى الـديـن :
التدين ظاهرة … عرفتها الإنسانية منذ وجودها على ظهر الأرض واشتركت في الإحساس بها والحاجة إليها كافة الجماعات البشرية وتعني شعور الفرد والجماعة بأن هناك قوة أو قدرة أكبر من الحياة والأحياء تتصرف في شؤونها وتتحكم في مصائرها بصورة تلفت الأنظار وتبهر الأفكار ويعجز الناس عن إدراك حقيقتها .
والتدين عنصر ضروري لتكميل الفطرة في الإنسان فيه وحده يجد العقل تحقيق مصالحه العليا كما يجد الوجدان في التدين ضالتـه المنشـودة لتحقيق عواطفه النبيلة عن الحب والشـوق والشـكر والحياة والأمل وهو عنصر ضروري لتكميل قوة الإرادة يمدها بأعظم الدوافـع والبواعث ويدركها بأكبر وسـائل المقاومـة لعوامـل اليأس والقنـوط وكما يقـال إن الإنسان متديـن بطبعه ، والدين بتعبير آخر – هو شعور بالارتباط الطبيـعي بين الإنسـان وخـالق الكون ومدبـره ومعرفتـه عز وجل وهو لا يستـطيع أن يتخلص من هـذا الشعـور- وحتى إذا أصـاب الإنسان فتور يكون في المظهر الخارجي لا في الجوهر .
والإنسان بفطرتـه لا يملك أن يستقـر في هـذا الكون الهـائل إلا بربـاط معين يضمن له الاستقـرار فيه ولمعرفـة مكانه في هـذا الكون الذي يستقـر فيه فلابد له من عقيدة تفسر له ماحوله وتـفسر له مكانـه فيما حوله فـهي ضرورة فطرية شعورية لا علاقـة لها بملابسات العصر والبيئـة وكم كان شقاء الإنسان وحيرتـه وضلالـه حين أخطأ فهم حقيقة هذا الارتباط وحقيقـة هذا التغـير . أي إن حاجـة الإنسان إلى الديـن حاجة فطـريـة مركـوزة في فطرته ومغروسـة في شعوره ومخلوطـة بدمـه وعصبه ولكنه قـد يضل عن إدراك هـذه الحقيقة فيشـقى ويحـار ويفقـد الاستقرار ولا يفـرق بين الخطـاء والصواب .
فـفي الحديث الشريف
كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
والفطـرة هي الـدين الإسلامي الذي فطر الله الناس عليها أرسل إليهم نبـي الهدى صلى الله عليه وسلم ليعلمهم الـدين وليسعدوا في الدنـيا والآخرة وجعله الله خاتماً للأنبيـاء والمرسلـين .
فرسالته صلى الله عليه وسلم نسخت جميع الرسائل السابقة و وضحت للناس الطريق المستقيم طريق النجاح والفلاح طريق الهدى والرحمة لينعموا بجنات النعيم فالله سبحانه وتعالى له كامل العلم